السيد وباسردة - أروع ما قيل في شبوه

للشاعر الشعبي الكبير الشهيد محمد بن صالح باسردة مكانة كبيرة في عالم الشعر الشعبي في مناطق شبوة،وهو إلى جانب الشاعر الشعبي الكبير والمخضرم السيد محسن بوبكر البغدادي يشكلان مدرسة شعرية واحدة:-

وهي مدرسة متميزة تنتظر من يستطيع أن يحدَّد ملامحها وأهم ما تمتاز به عن بقية المدارس الشعرية الأخرى.ولهذا فأن أشعارهما كانت ومازالت تستوقف الكثير من متذوقي الشعر العامي لما تمتاز به أشعارهم من قوة وبلاغة وصور فنَّية وأبعاد مضمونية رائعة.

وهنا نورد بعض الأمثلة الدالة التي تصور جانباً من البلاغة التي أتصف بها الشاعرين الكبيرين،مبتدئين بالشاعر باسردة:-

فقد وقف الكثير من متذوقي الشعر العامي أمام هذه الأبيات التي يقول فيها الشاعر باسردة:-



يقول بو ناصر الشاعر منيحة الضيف مذبوحة

وكل من وفقَّه ربه يوكل معانا من المذبوح

وبالذراني ملحناها ما هي بلا ملح مملوحة

له الكبد ملحها فيها والحاصل أن كل شي مملوح

ما تحرم إلا على السارق لادلُا يقصون كرموحة

ونفذوا فيه حكم الله خلَّوه يصبح بلا كرموح



فلاحظ معي هنا كيف تكررت بعض الألفاظ أو الكلمات في هذه المقطوعة الشعرية دون أن يكون فيها تكلفاً أو إسفاف.

وقف معي عند هذا الزامل الذي يصور فيه معاناة الناس في مرحلة السبعينات حيث يقول فيه:-



عد لي زمان الخير يا هذا العرب ونازماني عند ديم الغبراء

لكن لازم كل شي نتجرعه حتى الحُمة ذي في لسان الحمراء



ولو تمعنت فيه قليلاً لوجدت فيه الكثير من القوة والبلاغة الشعرية..

وقف كذلك:-

عند هذا الزامل الذي قاله عندما وضع الأساس الخاص بأول منزل له في منطقة الخُرج بلماطر بعد أن كانت أسرته قد تعرضت للأبادة بسبب المشاكل القبلية التي كانت قائمة في الماضي ولم يبقى منها سوى والده الذي انتقل ليعيش في أحد القبائل المجاورة..وقيل لدى أخوالة وجاء الشاعر الذي ولد ونشأ المنفى ليستعيد موطنه وحقه الذي تعرض للأغتصاب والمصادرة بعد السنين الطويلة رغم ما في ذلك من تحدي كبير للشاعر فقد قال فيه:-



يا بن علي لانته تبا الروضة في ذمتك سَّلم على الساده

شفنا بنينا حُصن وثابه ما بين كبد الذيب وفؤاده



ففي هذا الزامل تصويراً دقيقاً للوضع الدقيق الذي أدخل نفسه فيه الشاعر باسردة فالبناء في ذلك الموضع الدقيق يشكل امتحاناً وتحدياً كبيراً لكلا الطرفين،أي للشاعر وخصومة..ولا أظن أن هذه الصورة التي نسجها هذا الشاعر القدير باسردة قد سبقه إليها أي شاعر عربي آخر لا في فصيحة ولا عامية.

وفي سجنة في سجن ميفعة في مطلع السبعينات من القرن الماضي قال الشاعر متشوقاً للخروج من سجنه والانعتاق من قيوده:



قال بو ناصر جناح الصقر من هو منكم طيَّر بريشة

يا جناح الصقر كم لك هكذا من دون ريش

رَبَّ ريشك في ثمان أيام وحملني وعرفني عريشه

شل بو ناصر وحُطه بين غزه والعريش



وفي هذه الأبيات نرى كيف أن الشاعر قد جعل من جناح الصقر رمزاً لجناح الحرية ومن الصقر رسولاً لها،وكيف أن الإنتقاص من ريش ذلك الطائر الكريم بغي تكبيله وعدم إطلاقه من قيوده،في رأي الشاعر ثم يخلص إلى مخاطبة ذلك الطائر الذي جعل منه رمزاً للحرية والإنطلاق طالباً منه أن يتحدى أسوار السجن ليحمله إلى عالم آخر..

عالم تختلط فيه حريته الشخصية بحرية الوطن وحرية الأمة العربية عموماً، عالم غزة والعريش وهما باب الحرية والإنعتاق للجميع.



واليكم بعض من اقوالهم في اخر لقاء بينهما كما يقال قبل ان يفرقهم القدر
مساجلة بين السيد وباسردة

صاحب المال ما يـدري جـالـس فـي البيـت متـرفــه
لايهم زايدولا قاصر يمسي يغنــــي مــع العشـــاق
لبطى على هذه الحالـه با تخـرج النـاس مــن صفه
ولاعاد باتقبل القرعه ولاعاد بـــا يقبــل الصفــــاق


السيد:
يقـول بـن هاشـم الشاعـر كليـن بلجــي علــى شفه
وصحابكم مالقـاربهــم حتــى ولا كثـــرو لشـــواق
ذكرت في التاجرالمصري دي يوزن الهيل والقرفه
مابا توقف ميازينه لما يجي البـــن مـــن لســـواق
لبــارطـوبـه وبـا لـذراء شــوه يــذراء فــي الحـفــه
بالطرحه في حجل زاجي مابا لحطه في المطراق

باسردة:
يقول بو ناصـر الشاعـر بـازيـد الصيعــري كـرفـــه
لاما كرفته كما صحابه بيقول هـذا ريـــاء ونفـــاق
لا مــا كرفتــه ومكنتــه بيكــون فـي هـرجنـا خلفــه
احسن لساوي قضيتهم من اجل ما يكثـر الشعـــاق
يادي شربتو وطيرتو يا معسر الماء فـي الصحـفــه
مالا المناشير فــي يــدي والعـــود بافلقـــه فـــلاق


السيد:

يقول بن هاشم الشـاعـرقـادرعلـى الحيــد بــا شفـه
بعض العرب مامعه قدره بتقول موتر بلا ســـواق
باسير با حـل في القبلي مـا بـا عمــاقيــن والعطفـه
حتى ولاطالت المـده بتكــون حيــلات وستحقـــاق
جاته وسارت من المشبك شع صاحبك ماحكم دفـه
من مامعه بو مداد حمر الصيد بيـــدحقـــه دحـــاق


باسردة:
يقول بوناصر الشـاعــرعــاد المنتـب قـفــا العطفــه
صبر علينا وبلجيكم بالحط الســاق فـــوق الســـاق
عاد الجمل مارفع راسه عــاده يبــا مننــا صــرفـه
قلنا له صبر على هــذا لمــا قــده يبـــرق البـــراق
مالاقدك جبت جمالك قادر علــى الجــوع والحفــه
نزيلته عقلها طايش جابت لـــه العيــش مــاينـــذاق

السيد:
يقــول بــن هاشــم الشاعــر شعنا لبا الجيـب يتثمن
اما وشله وسلم لـــي ولا فلـــوســك وبــا شـلــه
مـاواجـب انـك تغالطنـي يـافينــك خيــب مــا تفطــن
لا جاب سواقنا سبعه شليت ستــه مــن القــلــــه
والثانيه دوب تكذبني لا هـو قبــل قلــت لــي مبطـن
الصدق مفروض يامحمد والكذب ماهو علىالمله
في مهرتك مامعك فيده دخل مـع النــاس وتمســكن
قده كما الناس بابورك كمـا البوابيـر فــي القلـــه


باسردة:

يقول بو ناصر الشـاعــر نـزيـلـة البيــت مــاتفـطــن
احنا لقول الحطب غالي وهي تطيرعلــى النقلــه
وزوجهــا مـا يكـلمـهــا مــلا كــذا بنــدقــه مشـحــن
ولاتعول على الصالي ملقيــه فــي بيتهــا حفلـــه
هذه السنــه يــوم بالــذراء شعنــا لبــا بـر ومحجَـن
الحلي والضمد من عندي وبالزيد الحجل عملـــه


السيد:
يقــول بن هااشــم الشاعر ماطاعت الراعيـه تطحن
ونركبت والعشاء اذن مابا يجيكــم علـــى حـلـــه
غرابنا منهـم خمســه ضــوع البكيـلــي وبـن لشعن
وكل من با يسـاعـدنـا يبـدلـــه العيــش يبدل لــــه
اش با تقولـون يـا محمــد بيحــط لقليــد عــالملسـن
منهو يبا العافيه يجنب ومن يبا الموت يدخل لـــه
ماشي لبـن قــال بن هاشــم مـا شــك لبـريق يتلبـن
جابو صواريخ ياشاعر دي تفرق الخل من خلــه

باسردة:
يقــول بوناصـر الشاعـر ليله كما شهر في محصن
لابغيت محسن ولا حبه ملا مـدور قفـــا عبلـــه
يامحسن قنع من محمد ولعـاد فـي صحبتــي تسهن
نته صحابك هل الشطري ونا صحابي في القبلـه
والشيبه الكازمي روح قالو صحــابــه قــده يجحــن
لاتقاربه به مرض معدي وبه السـرطـان فيعقلــه


السيد:
يقول بن هاشم الشاعـر بـدوي مـــن الحيــد وتمدن
لاباس لاباس يا بدوي يهــرج ولا ينــدرالـزلــــه
نته تحمل على البازل ولقو القعــاده فــي المرصـن
ذى الحمل ماهو علىالعاده فيين ذي حجزوحمله
متباعــده قــال بن هــاشــم مـا بـاك تفــرح وتتسهـن
واحد ينادي من الغبه ونتـــه تنــادي مــن القبلـــه

باسردة:
يقــول بـو ناصـرالشاعــر ببنــي وبـا كبــر المـلبــن
سبعين موتر على اسمي باتنقل الماء من الخبلـــه
ونشي قصربرهن الخظرى وهكذا من عــوزيرهــن
لاكنه النخل بايكفي في الحوض اربعميــة نخلــه
مسئول بالله تحكي لــي بـو محسنــه ويـن بـا يـدفــن
في الديس او شرج با سالم اوبين لكواد في حلــه

السيد
يقول بن هاشم الشاعــر كليــن فــي الجيـــد يتمـكــن
لقيته الحبل في يده لاهو نزقل ريت لــــه زقلـــه
ان جيتنا مثل من جانا خذ ما سهل ون جلست حسـن
لافاتت القهوه الشاهي بتحصل البـن فــي الدلـــه
ومن دخل في سيـاستنــا مــا بــاه يشقـــى ويتــديـــن
بلقي له الغرب في كتفي ولا على الراس باشلــه

باسردة:
يقول بوناصرالشـاعــر أنــا نكــر الشــرح يتحـســن
من ماحضرشرحنا الليله ما القابلـه با تقع حملــه
وطولي الحبـل يا محســن خلــونــي شتــد وتمكـــن
انا نكرك ماتبا سعفــي كليـــن يشتــد فــي حبلــه
بارحة الأول قنيف حمر من هكــذا والمطــر عيـــن
هذا الخبرجابه الطارش جابه لنا سالــم الصملــه

السيد:
يقول بن هاشم الشاعرجملــه مــن النــاس مــوذيـــه
دي عاملوا عين بلعماء ومست دموعه كما لمطار
قالوا لـه القــاز ينفعهــا قـلــوب هوجـــاء وكفريـــه
ولقاه في عينه اليمنى ياريته اليــوم فــي ليســـار
مســى فـي البيـت يتزقــل جيعــان والكبــد مشـويــه
وذي عاملو ما بدى واحد من اول الليل لاالبصار
تشاردوا ذي يحبـونــه مــن ذي دلـى نجـــح الكـيـــه
ما قال بشفيه بن لغظف ولا حمد صالح النجـــار

باسردة:
يقول بو ناصــر الشــاعــر لنســان يمشــي بعقليـــه
اما اللقاء با نلاقيكم با نطرح النــار ســـد النـــار
لما متى قل لبن هاشم ملقي علـى الــراس كــوفيـــه
لتقول شي صلح بايعصب بين السكاكين والجزار
ما بـا يقــع دي عـلــى قلبــك لنتــه معــادي بـربيـــه
نته معادي بن البكري منته معادي بن المحضــار

السيد:
يقول بن هاشـم الشــاعـــر يــافيــن ام الشتــم حيـــه
قد ماتت العام يا محمد قد طيــروا قشهــا طيـــار
دي كل شي تحت ركبتها حتى منـاصيـــر لحجـيـــه
ياكم من ناس ربتهم دي تنحزالزنجبيـــل الحـــار
وحنا معانا مـن الكســوه كليــن حصـــل سبـــاعيـــه
بتموت ونته في الجحدي متقر يالعـايـب المكـــار

باسردة:
يقول بوناصر الشاعر حصلت في السـوق حــريـــه
وهل الدكاكين شافوني وتسابقوا بالطويـق الكــار
ونا بغيت الجبل لخضر با جيــب بــدوي لبـــدويــــه
وبالوسع حراوتهم با يحضرالشعـــب والشعـــار
لا تموت الناس يا محسن ام الشتــم عــادهــا حيــــه
ونتو تشوفون كرسيها معروف في غرفة التجـار

السيد:
يقول بن هاشم الشاعـر با جيـــب محــزاه اصليــــه
من ما قدر با يفسرها يلقي معـاون مــن الشعــار
ياحيز بحزيك من حرمه شجــره وللبــل مـــرعيـــه
متقول حد با يعاملها سبحـانــه الواحــد القهــــار
وجالها نسان يحسفها حسيــف بــــدوي وبـــدويـــــه
ماهمهم من خضيرتها مقصودهم دي يسر الــدار
ولقوحفرقال بن هــاشــم تجــي ولغصـــان معبيــــه
ورد بالنار يحـرقـهــا شــذابهـــا كــزهـــا بالنـار
وتشددت قال بن هاشم بتقـول ذه حجـــار صحبيــــه
قرب جماله وحملها وصبح يقسم علــى التجـــار
من فكها قال بن هاشم يوخــذ مــن الــدهــن اوقيــــه
ون مايبا الدهن يتمسح يشل قسمه من العصـــار

باسردة:
يقـــول بو ناصر الشاعر طاب السمر طابت النيــــه
الليل قولوا لبن هاشم بالخلــط الحاليـــه والقـــار
الليل بالخرج العمبـر واللــول مــن باطـــن الحيــــه
اربع تكابيــر عــا الميــت لكـــن بلزيــد الكبـــار
ياالعامل جلس على الدكه بتجيــك ستيــن كــوريــــه
لكن شع سمها فيها في هرجنا باديــــه وظهــــار
محزاتك ذياد يا محسـن شجــره وللبـــل مــرعيــــه
وخلوطوها بطين حمر وصبح ملبن تقول حجــار

السيد:
يقول بن هاشــم الشــاعــر مكــان لقـــوال محجيـــه
قد قلت مابا تفسرهـا زليت يالشــاعــرالمنصـــار
هذه عضه في بلد حمرى ماهيه في شعـاب ملويــــه
وجملة الناس تعرفها ياوعل تشرب على القطـار
ذلحين دور لهـا شـده بنطيـــك صبحـــه وعشــويـــ
ولا وباقرب جمالي باحمل الحب مــن لوصـــار

باسردة:
يقول بو ناصر الشاعر طريـق لنســـان محـــويـــــه
يمينه النوف بايسقط ونسار يمنــه معــه اوجـــار
ونا العصل قول محزاتك مـلا مــن القلــب منسيـــه
تلقي الحطم قل لبن هاشم والناس بتكسره كســار
احنـــا حزينــــا وفســـرنـــا لبـــا ثلاثيــــن اوقيــــه
لبامن الدهن دي يعجب ماشي معي نفس للعصار

السيد:
يقول بن هاشـم الشــاعــر كليــن بيخـــزم حـــذيــــه
حد مننا قال باجزول وحد يبا حجــر بن دغــــار
بديتهــــا قـــل لبـــاســــرده خليـــت لدقـــام ربيــــه
لنسان لاما معه غيه مايعشق الطبــل والمزمـــار
ماشي وهم قال بن هاشم باحمــل جمـــال كــوميــــه
حتى ولا هي غبب سودا بدورياالمركب الــدوار

باسردة:
يقول بوناصرالشاعـــركليـــن يوبـــه لطــربــوشـــه
والهنديه زوجها ظايع عاده يدورقفا الطــربــوش
وش با تقولون لا جانا مولا كراميـــح محشــوشــــه
لقوله مالبــا قربــك او لتبــع كفـــه المحشـــوش
ونتي لش الخير يا علياء يادي لش خدود منقــوشـــه
والله مترك محبتها عقلي مع خدهـــا المنقــــوش

السيد:
يقول بن هاشم الشاعر جبتو لنا هـروج مغشــوشـــه
ياناس لاحد يكلمني ماباك ياالهرج يا المغشــوش
يامرحبا قل لباسرده ذكرت فـي خـــدود منقــوشـــه
نته تهاوي بلاعدي وحنا لسلـــم بيــس وقـــروش
عليا شعو عقدها شرعي يادي تقـولــون مهيــوشــــه
قدها مع زوج متنحوي ملقي على بابه الطاهوش

باسردة:
يقول بوناصرالشاعــر الليلــه الارض مرعــوشـــه
يابن رحم ذه حراوتكم فيها وقع كلشي مرعــوش
حبان منور بسكانـــه والخبـــر محلــول بقمــوشـــه
لكنها الشعبه الحمراء تمسي خليه بغيــر قمــوش
والمشتري عطل الشيمه كنه فـي الخــط مخـدوشـــه
في الجامعه بطلوا خطه ماثبتوا خطـه المخـدوش

السيد:
يقول بن هاشـــم الشــاعــر لقيـــت رجــال يتشهــى
يبا فواكه من البندر وهو بروس الجبـال الســـود
مافي الحديده معه فيـده وفــي اليمــن بايسيــر بهــــا
وبايحصل مطاليبه قالو بهـــا كلشــي مــا جـــود
الجابية قد كلن عرف بها تمسي كما شمعة عدن و سراجها